CultureEconomieFranceMarocMondeMRESciencesSportUncategorized

حروب الشرق الأوسط تخلط أوراق القوى العظمي في استخدام الذكاء الاصطناعي


*بقلم // عمر نجيب*

 
في عشرات أو ربما المئات من مراكز الرصد التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي ومثيلاتها التابعة للأجهزة الإستخباراية والأمنية ومراكز القرار السياسي والاقتصادي حول العالم يجلس المحللون والخبراء لتتبع واتخاذ الخيارات بشأن التعامل مع الزخم الهائل من المعلومات المحصل عليها بشريا عبر الإعلام وأجهزة الهاتف وكاميرات المراقبة المبثوثة في كل مكان على كل الكرة الأرضية وغيرها أو تلك التي توفرها الأقمار الصناعية بدأ من أحوال طقس حتى الكوارث طبيعية والحوادث بكل أنواعها وتحركات قوات عسكرية أو حتى هجرة الطيور والأسماك في البحار والمحيطات، وبإختصار كل ما يدور في العالم.

 يقول الخبراء أنه قبل بدء تشغيل تقنيات الذكاء الصناعي كان من الصعب حتى على أجهزة الدول الكبرى تحليل وفهم كل ما يتوفر لديها من معلومات، ولذلك كانت تحدث أخطاء بعضها مكلف.

 بشكل عام من شأن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي أن تحدث ثورة في العالم وأن تفتح الأبواب لتقدم وابتكار لم يسبق لهما مثيل عن طريق تحويل كيفية إنتاجنا واستخدامنا للمعلومات وكيفية تصرفنا على أساسها. وستفضي تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي التي تزداد تعقيدا وتطورا اليوم إلى تحويل الصناعات وتبسيط الإجراءات، وقد تؤثِّر حتى في الطريقة التي نعيش بها حياتنا.

ولكن التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي يحمل معه أيضا في الوقت ذاته العديد من المخاطر. فالجهات الفاعلة الباحثة عن السيطرة والصانعة للفوضى أو توسيع نطاق الجرائم بمختلف أشكالها يمكن أن تستخدم الذكاء الاصطناعي لشن هجمات أكثر تعقيدا وموجهة بمزيد من الدقة، أو أن تستغله للإخلال بسلامة الشبكات والنظم والمعلومات الحساسة في كل المرافق والمس بأمن وإستقرار الدول.

وقد توصلت لجنة الأمن القومي المعنية بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة عام 2021، إلى أن العالم سيعيش « حقبة جديدة من الصراع » يهيمن عليها الجانب الذي يتقن « طرقا جديدة للحرب » بحسب بلومبيرغ.

ورغم ذلك فإن تاريخ الحروب عبر العصور يقول إن الابتكارات تجعل الحروب أسرع وأشد ضراوة، لكنها لا تجعل التصعيد خارجا عن السيطرة.

 قال نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري الأسبق الحاصل على درجة علمية في مجال الفيزياء والرياضيات، إن النقاش الدائر بشأن الذكاء الاصطناعي يثير العديد من الآراء المتباينة حول تأثيراته المحتملة على البشرية، إذ يرى البعض أنه مجرد تطور طبيعي للتكنولوجيا، بينما يعتقد آخرون أنه يختلف جذريا عن التقنيات السابقة بفضل قدراته على محاكاة التفكير البشري وإنتاج معلومات جديدة.

 وأضاف فهمي، ضمن مقال منشور يوم 20 أكتوبر 2024 من قبل مركز المستقبل للدراسات والأبحاث، معنون بـ”الذكاء الاصطناعي.. مخاوف مطروحة ومقترحات للتنظيم الدولي”، أن هناك حاجة ماسة إلى تنظيم هذه التقنية بحكم احتمالية توسيع الفجوة بين الدول المتقدمة تقنيا والدول النامية، مقدما اقتراحات تمهيدية بهدف تعزيز فهم قدراته، ودعم الجهود الرامية إلى تسخير إمكاناته وإدارة مخاطره، في ظل نظام دولي مليء بعدم المساواة والاستقطاب.

 يتم تمويل العديد من التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، من قبل المؤسسات العاملة في المجال العسكري، ومن ثم لا يمكن التقليل من شأن المخاطر المحتملة لعسكرة الذكاء الاصطناعي، لذا يجب أن نأخذ على محمل الجد إمكانية سباق التسلح الذي ينطوي على القيام باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واليوم، مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، هل نشهد تحولا في طريقة حكم الشعوب والدول من البشر إلى الذكاء الاصطناعي، خاصة مع ما نشهده من تزايد كبير لتأثير هذه التقنية في العلاقات الإنسانية؟ وهل التكنولوجيا ــ وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي ــ في هذه الحالة ستصبح قيمة مضافة أم عبئا جديدا؟ وهل ستتطور هذه التقنية لتصبح حليفا أم عدوا؟ وهل يتحول النموذج التقليدي للعالم المكون من دول متقدمة وأخرى نامية إلى نموذج جديد تتميز فيه الدول ذات القدرات التوليدية للذكاء الاصطناعي عن الدول ذات القدرات التكنولوجية الأقل؟.

إن هذه الأسئلة كثيرا ما تثار، نظرا للإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي، ولطبيعته المتغيرة، ولعدم القدرة على التنبؤ بقدراته وبالمخاطر المرتبطة بها.

ذكاء اصطناعي وأدوات أخرى..

 اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، الثلاثاء 10 سبتمبر 2024، الجيش الإسرائيلي بتعريض المدنيين في قطاع غزة للخطر من خلال تقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي، وأدوات رقمية أخرى، يستخدمها للمساعدة في تحديد أهداف هجماته في القطاع.

وقالت: « تثير هذه الأدوات الرقمية مخاوف أخلاقية وقانونية وإنسانية خطيرة ».

وفي أبريل 2024، تحدثت تقارير عن استخدام الجيش لهذه التقنيات في حرب غزة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، إن هذه التقارير تثير « قلقا » أمميا، من أن تصبح « قرارات الحياة والموت » مرتبطة « بحسابات تجريها الخوارزميات ».

 وندد مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، بـ »استخدام إسرائيل أسلحة متفجرة ذات أثر واسع النطاق في مناطق غزة المأهولة » واستخدام الذكاء الاصطناعي « للمساعدة في عملية اتخاذ القرار العسكرية »، رغم أن ذلك « قد يساهم في جرائم دولية ».

 وفي تقريرها، وجدت هيومن رايتس ووتش أن الجيش الإسرائيلي استخدم أدوات رقمية « تعتمد على بيانات خاطئة وتقديرات تقريبية غير دقيقة لتزويد الأعمال العسكرية بالمعلومات بطرق قد تتعارض مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني، وخاصة قواعد التمييز والحيطة ».

وقال زاك كامبل، وهو باحث أول في مجال المراقبة في المنظمة: « يستخدم الجيش الإسرائيلي بيانات غير كاملة وحسابات معيبة وأدوات غير مناسبة للمساعدة في اتخاذ قرارات مصيرية ».

واعتبر كامبل أن هذا « قد يزيد من الضرر اللاحق بالمدنيين. المشاكل الكامنة في تصميم واستخدام هذه الأدوات تعني أنه، وبدلا من تقليل الضرر اللاحق بالمدنيين، قد يؤدي استخدام هذه الأدوات إلى مقتل وإصابة المدنيين بشكل غير قانوني ».

ويستخدم الجيش الإسرائيلي في أعماله العسكرية في غزة، وفق هيومن رايتس ووتش، 4 أدوات رقمية بغية تقدير مناطق عملياته.

ومن ضمن هذه الأدوات، أداة تعتمد على تتبع الهواتف الخلوية.

وهناك أداة تعرف بـ »غوسبل » (The Gospel) تعد قوائم بالمباني أو الأهداف الهيكلية الأخرى التي سيتم مهاجمتها، وأداة « لافندر » التي تصنف الأشخاص في غزة في ما يتعلق بانتمائهم إلى الجماعات المسلحة من أجل تصنيفهم كأهداف عسكرية، وأداة تعرف بـ « أين أبي؟ » (Where’s Daddy)، تزعم تحديد متى يكون الهدف في مكان معين.
 
قبة السايبر

 جاء في تقرير نشر على موقع الحرة التابع للإدارة الأمريكية يوم 29 ديسمبر 2024: « نقدر للغاية شريكتنا، الولايات المتحدة.. كان التدريب ناجحا جدا، ويظهر مستوى التعاون بين البلدين خلال الـ15شهرا الماضية ».

كانت تلك أبرز كلمات اللفتنانت كولونيل، افيف شوشاني، من وحدة العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي، متحدثا عن آخر أوجه هذا التعاون، وهو تدريب مشترك شارك فيه عسكريون من الجانبين في الولايات المتحدة، واستمر حوالي أسبوعين، وفق ما صرح به لمراسل الحرة.

قال شوشاني: « لقد أنهينا أسبوعين من التدريبات المشتركة مع شركائنا الأمريكيين، وتسمى هذه التدريبات « سايبر دوم » (قبة السايبر). هذه التدريبات تمت على الأراضي الأمريكية من أجل التدرب على الدفاع وعلى الهجوم ».

ولم يتوقف التعاون الأمريكي الإسرائيلي خلال الحرب التي تخوضها إسرائيل على عدة جبهات، مع تقديم الولايات المتحدة لحليفتها مختلف أنواع الدعم العسكري والاستخباراتي والتدريبي، من أجل مساعدتها.

صراع القوى الكبرى

 في نطاق الصراع الدولي من أجل تعديل النظام العالمي الحالي ولكن المتقلص والقائم على القطبية الأحادية أي الهيمنة الأمريكية تتصارع واشنطن مع كل من موسكو وبكين في مجال استغلال الذكاء الاصطناعي.

 يوم الخميس 19 ديسمبر 2024 وفي إحاطة في مجلس الأمن الدولي حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن من الاستخدام السيء للذكاء الاصطناعي، الذي قد يؤدي إلى أخطار تطال الأمن والسلم الدوليين.

وأكد بلينكن أن الذكاء الاصطناعي يمكن تطويعه لتسريع الوصول لأهداف التنمية، داعيا إلى وضع تشريعات لهذه التكنولوجيا لتقليل الأخطار التي قد تنشأ عنها.

باتريك تاكر محرر الشؤون التكنولوجية في موقع  » ديفينس وان » والخبير في الذكاء الاصطناعي صرح إن هذه التكنولوجيا يمكنها خدمة السلام والاستقرار على المستوى العالمي في كثير من المجالات.

وأوضح في حديث لقناة « الحرة » أن الذكاء الاصطناعي أداة يمكن استخدامها بحسب نوايا المشغل أو المطور لها، إذ يمكنه تعزيز الشفافية والحوكمة وإيصال المعلومات والسلام أو تحليل البيانات بما يخدم التطوير على المستويات الوطنية.

ويرى تاكر أن هناك حاجة لتنظيم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، خاصة في الاستخدامات الجدلية مثل الأنظمة العسكرية أو المراقبة أو القتل.

وأشار إلى أن الدول حول العالم تتعامل بمنهجية مختلفة في إعطاء القدرة والتحكم لأنظمة الذكاء الاصطناعي لتكون فاعلة في الأمور العسكرية.

من جانبه صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في مجلس الأمن إن الذكاء الاصطناعي لا يعيد تشكيل عالمنا فحسب، بل إنه يحدث ثورة فيه، منبها إلى أن النمو السريع للذكاء الاصطناعي « يتجاوز قدرتنا على إدارته، مما يثير أسئلة أساسية حول المساءلة والمساواة والسلامة والأمن، ودور البشرية في عملية صنع القرار ».

 وشدد غوتيريش على أنه لا ينبغي أبدا ترك مصير البشرية في يد « الصندوق الأسود » للخوارزميات، مضيفا أنه « يجب على البشر أن يحتفظوا دائما بالسيطرة على وظائف صنع القرار، مسترشدين بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والمبادئ الأخلاقية ».

وقال إن يد البشرية هي من صنع الذكاء الاصطناعي، « وهي التي ينبغي لها أن توجهه نحو الأمام ».

 يذكر أن صحيفة « واشنطن بوست » نقلت خلال شهر أبريل 2023 عن وثائق سرية للبنتاغون تم تسريبها أن الولايات المتحدة تنصتت على محادثات أجراها غوتيريش مع مسؤولين آخرين في الأمم المتحدة.

 وفي 19 أبريل من نفس السنة أعلنت الأمم المتحدة أنها أعربت رسميا للولايات المتحدة عن « قلقها » إزاء تقارير تجسس الاستخبارات الأمريكية على اتصالات الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيرش.

وصرح المتحدّث باسم الأمم المتّحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين إن المنظّمة الدولية تدين « أعمالا تتعارض مع التزامات الولايات المتحدة واتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة ».

المواجهة مع الصين

 مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، صرح خلال مداخلة في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، أنه لا بد من ضمان سلامة سلاسل التوريد للشرائح الإلكترونية التي يتم استخدامها على نطاق واسع في التجهيزات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي حتى لا تقع هذه الشرائح في أيدي أطراف معادية.

المسؤول الأمريكي سلط الضوء على وثيقة يدعو من خلالها مختلف الإدارات والوكالات الحكومية لتسريع استخدامات الذكاء الاصطناعي مع الحماية أيضا من المخاطر المحتملة المرتبطة بالتكنولوجيا.

باتريك تاكر محرر الشؤون التكنولوجية في موقع  » ديفينس وان » والخبير في الذكاء الاصطناعي وصف في حديث لقناة « الحرة » الوثيقة التي وقعت عليها الإدارة الأمريكية بـ »التاريخية » بسبب الميزة ألتي تتمتع بها الولايات المتحدة وهي وجود كبريات الشركات المختصة الأمريكية بالذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الجيش الأمريكي معني أيضا ومهتم بالذكاء الاصطناعي ومنظومة الاستخبارات الفدرالية لديها منذ سنوات قائمة بالمبادئ الأخلاقية التي توجهها، لكنه ذكر أن هذه الوثيقة تتناول أيضا كيف يمكن استغلال الأدوات المتطورة في تكنولوجيا للذكاء الاصطناعي وتقديم النصائح للجهات الاستخبارية ومساعدة الولايات المتحدة على الحفاظ على ميزتها للتغلب على خصومها مثل الصين. 

وحسب العديد من التقارير فإن الهدف الرئيس من وراء هذه القرارات هو جعل الولايات المتحدة قادرة على تطوير أنظمة جديدة للذكاء الاصطناعي تسمح لها بمواكبة التقدم الذي تحرزه الصين ودول منافسة أخرى في هذا المجال والسيطرة على التطورات سياسيا واقتصاديا وعسكريا في أغلب ارجاء المعمور.

 صرح ماكس تيجمارك، الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، إن تطوير الذكاء الاصطناعي العام – القادر على التفوق على البشر في جميع المجالات – أصبح أقرب مما نتخيل، وذلك بحسب تقرير نشره موقع « CNBC ».

ويرى أن السباق بين واشنطن وبكين أشبه بـ »سباق انتحاري »، وأن التحدي يكمن في القدرة على السيطرة على هذه أنظمة الذكاء الاصطناعي قبل تطويرها.

الخوارزميات ومعالجة اللغات

 خلال فترة عملها، كانت وكالة المخابرات المركزية تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي العادي – الخوارزميات ومعالجة اللغات الطبيعية – للترجمة والمهام بما في ذلك تنبيه المحللين خلال ساعات العمل إلى التطورات المهمة المحتملة. لن يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على وصف ما حدث – سيتم تصنيف ذلك على أنه سري – ولكن يمكنه أن يقول « هذا شيء تحتاج إلى الدخول إليه وإلقاء نظرة عليه ».

ومن المتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي مثل هذه العمليات.

وسيكون الاستخدام الاستخباري الأكثر فعالية لها هو التحليل التنبؤي، كما يعتقد أنشو روي، الرئيس التنفيذي لشركة Rhombus Power: « من المحتمل أن يكون هذا أحد أكبر التحولات النموذجية في مجال الأمن القومي بأكمله – القدرة على التنبؤ بما من المحتمل أن يفعله خصومك ».

تعتمد آلة الذكاء الاصطناعي الخاصة بـRhombus على أكثر من 5000 مصدر بيانات بـ250 لغة تم جمعها على مدار أكثر من 10 سنوات، بما في ذلك مصادر الأخبار العالمية وصور الأقمار الصناعية وبيانات الفضاء الإلكتروني.

ومن بين كبار شركات الذكاء الاصطناعي التي تتنافس على أعمال وكالة الاستخبارات الأمريكية شركة مايكروسوفت، التي أعلنت في 7 مايو 2024 أنها تقدم برنامج OpenAI’s GPT-4 للشبكات السرية للغاية.

على المدى القريب، قد تكون كيفية استخدام مسؤولي المخابرات الأمريكية للذكاء الاصطناعي أقل أهمية من التصدي لكيفية استخدام الخصوم له: لاختراق الدفاعات الأمريكية، ونشر المعلومات المضللة، ومحاولة تقويض قدرة واشنطن على قراءة نواياهم وقدراتهم.

ولأن وادي السيليكون هو الذي يقود هذه التكنولوجيا، فإن البيت الأبيض يشعر بالقلق أيضا من أن أي نماذج للذكاء الاصطناعي تتبناها الوكالات الأمريكية يمكن اختراقها وتسميمها، وهو أمر تشير الأبحاث إلى أنه يمثل تهديدا كبيرا.

مصدر قلق آخر، هو ضمان خصوصية « الولايات المتحدة »، والأشخاص الذين قد تكون بياناتهم مضمنة في نموذج لغة كبيرة.

يقول ويليام هارتونغ، أحد كبار الباحثين في معهد كوينسي للحكم المسؤول، إنه يجب على وكالات الاستخبارات تقييم أنظمة الذكاء الاصطناعي بعناية بحثا عن إساءة استخدامها خشية أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة مثل المراقبة غير القانونية أو ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في الصراعات.

ويصر المسؤولون الحكوميون على أنهم حساسون لمثل هذه المخاوف، علاوة على ذلك، يقولون إن مهام الذكاء الاصطناعي ستختلف بشكل كبير اعتمادا على الوكالة المعنية، لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع.

إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي العامة لها أيضا معنى كبير في الصراع السيبراني، حيث يكون المهاجمون والمدافعون في قتال مستمر وتكون الأتمتة موجودة بالفعل.

لكن الكثير من الأعمال الاستخباراتية الحيوية لا علاقة لها بعلم البيانات، كما يقول زاكري تايسون براون، ضابط استخبارات دفاعي سابق. وهو يعتقد أن وكالات الاستخبارات ستجلب كارثة إذا تبنت الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة أو بشكل كامل. النماذج لا تعقل. إنهم يتنبأون فقط. ولا يستطيع مصمموها شرح كيفية عملهم بشكل كامل.

 اليمن وغزة

 في غرب آسيا كما يحب أن يسمي بعض الساسة والمحللين الغربيين المنطقة الشرقية من الشرق الأوسط الكبير والتي تضم إيران والعراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، تواجه الأجهزة الغربية الداعمة لإسرائيل والساعية لإستكمال مشروع المحافظين للشرق الأوسط الكبير القاضي بتقسيم المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أسس عرقية ودينية ومناطقية مشاكل في تعامل أنظمتها للذكاء الاصطناعي مع وفي الصراعات الدائرة، وهو ما يخلق لها مخاطر كثيرة.

 في لبنان نجحت أجهزة المخابرات الإسرائيلية ومن حالفها بواسطة الأساليب التقليدية ودمجها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي في اختراق جزء من منظومة حزب الله خاصة على مستوى قياداته العليا، تركيا بالتحالف مع بعض أطراف حلف الناتو نجحت مع هيئة تحرير الشام في إسقاط نظام الحكم في دمشق، ولكن ما تبع وما يمكن أن يتبع ذلك تخطى حسب مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين قدرات أجهزة الدول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على وضع مخططات للمستقبل أو تقديم نصائح وتوجيهات يمكن أن تكون مضمومة بنسبة تفوق 26 في المئة.

 في غزة ورغم الدمار الهائل وقتل ما يزيد على 46 ألف مدني، لم ينجح الجيش الإسرائيلي وحلفاؤه في تعرية بنية المقاومة الفلسطينية أو تدميرها واستنزف جيش تل أبيب في حرب دخلت شهرها الخامس عشر.

 في اليمن على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر تشن إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية وصاروخية وتحاول فرض حصار بحري ولكن حتى الأن دون نتيجة إيجابية لهم. ويشتكي المسؤولون العسكريون في كل من واشنطن وتل أبيب ولندن من شح المعلومات المتوفرة لديهم عن اليمن وكذلك فشل الذكاء الاصطناعي في تقديم مشورات جيدة تسهل ضرب اليمنيين بشكل فعال.

 
العمليات العسكرية الأمريكية

 جاء في بحث نشره مركز مالكوم كير- كارنيغي للشرق الأوسط في الولايات المتحدة في يناير 2024:

 رأت الولايات المتحدة، التي تعارض وقف إطلاق النار في غزة بذريعة أنه سيعود بالنفع على حركة حماس، أن الرد القوي على هجمات الحوثيين كان ضروريا بسبب التداعيات الاقتصادية الناجمة عنها. فقد عطلت هذه الهجمات منذ 19 أكتوبر 2023 ما نسبته 30 في المئة من حركة الحاويات البحرية العالمية وما لا يقل عن 12 في المئة من إجمالي حجم التجارة البحرية العالمية، التي تصل قيمتها إلى نحو تريليون دولار. ودفعت هجمات الحوثيين شركات الشحن العالمية إلى تجنب البحر الأحمر على نحو متزايد، وتحويل مسار سفنها باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق عملية « حارس الازدهار » في 18 ديسمبر 2023، لكنها واجهت صعوبة في تشكيل تحالف. وفي مؤشر مبكر على التشنجات القائمة، انضمت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا إلى التحالف لكن سرعان ما انسحبت منه، لأسباب أُفيد بأنها متعلقة بالقيادة والسيطرة، إضافة إلى إمكانية وقوع خلاف حول نطاق المهمة وأهدافها. هذا وكانت واشنطن تعتزم تشكيل تحالف عسكري عربي غربي، بيد أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر رفضت المشاركة فيه. ولم يشكل هذا الأمر مفاجأة نظرا إلى أن هذه الدول الثلاث لا توافق، وإن بدرجات متفاوتة، على السياسات الإقليمية التي تنتهجها الولايات المتحدة والتي تستند بطبيعتها إلى رد الفعل، ولا تثق بشكل كبير في الإجراءات الأمنية الأمريكية، ولا تريد أن ينظر إليها على أنها تدافع عن إسرائيل. كذلك، ساورت كلًا من الرياض، التي تشارك في محادثات سلام مع الحوثيين، وأبو ظبي، التي انسحبت إلى حدّ كبير من الصراع اليمني، مخاوف إضافية من أن يستأنف الحوثيون مثلًا هجماتهم عبر الحدود على السعودية والإمارات.

 فما كان من الولايات المتحدة إلا أن ارتجلت على عجلٍ تحالفا ضم المملكة المتحدة والبحرين وكندا وهولندا وسيشل والنرويج ودولا أخرى، وأطلق عملية عسكرية بهدف توفير الحماية الدفاعية لحركة الشحن في البحر الأحمر. وحين رأت واشنطن أن المناورات الدفاعية غير كافية، شكلت تحالفا أصغر يتألّف من ست دول، من ضمنها المملكة المتحدة، لتنفيذ عمليات هجومية، فشن التحالف عندئذ ضربات ضد أهداف حوثية في 12 يناير. ومنذ ذلك الحين، استهدف التحالف أكثر من 80 موقعا تابعا للحوثيين، الذين أعادت الولايات المتحدة إدراجهم على قائمة التنظيمات الإرهابية.

مع ذلك، يواصل الحوثيون هجماتهم من دون رادع على السفن في البحر الأحمر، وقد وسعوا نطاق هذه العمليات لتشمل خليج عدن.

كذلك، من المستبعد جدا أن تفضي الضربات الجوية والبحرية إلى إضعاف قدرات الحوثيين بشكل كبير. وتعد الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة محدودة ورمزية، وثمة تساؤلات حول ما إذا تم تحديد أهداف عسكرية عالية القيمة. يشار إلى أن الحوثيين يتمتعون بخبرة عقدَين من الزمن من الانخراط في حرب العصابات، ويديرون معسكرات وقواعد لامركزية، وهم تكبدوا خسائر محدودة، وقد يتكبدون المزيد، لكن الثمن في نظرهم يستحق العناء. وصحيح أن الحوثيين يرغبون في تعزيز موطئ قدمهم في البحر الأحمر، لكنهم يريدون أيضا إخراج الولايات المتحدة من المنطقة. وهذه رغبة يتشاركونها مع إيران، التي تسعى إلى تعزيز تواجدها في البحر الأحمر، وقد زودت الحوثيين بالدعم الاستخباراتي من خلال سفنها في خليج عدن. علاوة على ذلك، بات باستطاعة الحوثيين الآن تحويل إيديولوجيتهم المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل إلى واقع ملموس.

خلاصة القول إن النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة راهنا لا يحقق النجاح، بل قد يصب في صالح الحوثيين، وبالتالي إيران.

التقرير الأمريكي لم يتطرق إلى ما نشر من اخبار في الاعلام الأمريكي عن تقديم موسكو أسلحة لليمن خاصة الصواريخ المضادة للسفن.

 
حرب استنزاف طويلة

 نهاية شهر ديسمبر 2024 سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الهجوم الإسرائيلي الرابع على اليمن، مؤكدا أن هذا التصعيد يعكس دخول إسرائيل في حرب استنزاف طويلة ذات تبعات اقتصادية وأمنية خطيرة.

وبحسب محللين، فإن جماعة الحوثي نجحت في استدراج إسرائيل إلى مواجهة معقدة يصعب الانسحاب منها، في حين أكد بعضهم أن إسرائيل ستكون الخاسرة في هذه الحرب الاستنزافية.

وكان الهجوم الإسرائيلي على اليمن يوم الخميس 26 ديسمبر الرابع في إطار المواجهة المستمرة بين اليمنيين وإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023 إثر عملية طوفان الأقصى.

وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نحو 100 طائرة إسرائيلية شاركت في الهجوم على اليمن، وقالت إن سلاح الجو الإسرائيلي شن 7 غارات على صنعاء و3 غارات على الحديدة.

وأوضح مراسل الشؤون السياسية في قناة « كان 11 » سليمان مسودة أن القرار بشن الهجوم اتخذ ضمن دائرة مصغرة ضيقة تضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، دون عرض الموضوع على المجلس المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.

وأكد نتنياهو أن الهجوم استهدف مواقع تابعة لجماعة الحوثي، مشيرا إلى أن قادة الجماعة سيكونون الهدف المقبل لإسرائيل، في إشارة إلى تغيير في إستراتيجية المواجهة.

وفي هذا السياق، انتقد أفيف بوشينسكي المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو الأداء الاستخباري الإسرائيلي، موضحا أن الجيش لم يستعد بشكل مناسب لهذا النوع من التهديدات، مضيفا « لم يكن لدى إسرائيل فهم كاف لجماعة الحوثي، باستثناء كونهم يمنيين ».

وأشار مراسل الشؤون العسكرية في قناة « 12 » نير دفوري إلى أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى دخول البلاد في حرب استنزاف قد تمتد لأسابيع، إذ تواصل جماعة الحوثي إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة بشكل يومي، مما يؤدي إلى إرهاق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.

وتوقع الخبير في شؤون الخليج يوئيل جوجانسكي أن تستغل جماعة الحوثي هذا الوضع لاستنزاف إسرائيل بشكل أكبر، مؤكدا أن الجماعة تدرك تماما تأثير هجماتها على السياسة الإسرائيلية والمجتمع.

وأضاف « إسرائيل تقع تدريجيا في المصيدة اليمنية، وأنا قلق من أن هذه الحرب قد تنتهي بهزيمتنا ».

إسرائيل تتدرب في اليونان

 قبل الغارات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن كشفت مصادر عسكرية رفيعة في تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة مخابراته أعدوا منذ شهور الهجوم على مواقع في اليمن، وأن القصف الذي استهدف ميناء الحديدة اختار أهدافا من بنك أهداف معد منذ فترة طويلة، بل إن قوات سلاح الجو التابعة له، تدربت على هذا القصف في اليونان في مطلع فصل الربيع.

وأوضحت هذه المصادر أن رئاسة أركان الجيش كانت قد أقامت دائرة خاصة باسم « الدائرة اليمنية » في قسم العمليات في رئاسة الأركان، منذ ثمانية شهور. وهذه وظيفة جديدة تم إنشاؤها خلال الحرب.

وقد أعدت هذه الدائرة العديد من التقارير حول اليمن والحوثيين، ووضعت بنك أهداف ضخماً لمواقع يمكن لإسرائيل أن تقصفها.

أين يهزم الذكاء الاصطناعي

 خبراء كثيرون ينكبون على بحث اخفاقات الذكاء الاصطناعي مع تصاعد وتيرتها بعد غزة واليمن وسوريا وقد جاء في بحث نشر على الشبكة العنكبوتية تحت عنوان «صديق مجنون ومخمور»..

تسعى وكالات الاستخبارات الأمريكية جاهدة لاحتضان ثورة الذكاء الاصطناعي، معتقدة أنها ستتعرض للاختناق بسبب النمو الهائل للبيانات حيث إن تكنولوجيا المراقبة المولدة بأجهزة الاستشعار تغطي الكوكب بشكل أكبر.

لكن المسؤولين يدركون تمام الإدراك أن التكنولوجيا حديثة وهشة، وأن الذكاء الاصطناعي التوليدي – نماذج التنبؤ المدربة على مجموعات بيانات ضخمة لإنشاء نصوص وصور ومقاطع فيديو ومحادثات شبيهة بالإنسان عند الطلب – ليس مصمما خصيصا لتجارة خطيرة.

ويحتاج المحللون إلى « نماذج ذكاء اصطناعي متطورة قادرة على استيعاب كميات هائلة من المعلومات مفتوحة المصدر والمعلومات المكتسبة سرا »، كما كتب مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز مؤخرا في مجلة فورين أفيرز.

 

نماذج الذكاء الاصطناعي

 يعتقد ناند مولشانداني، كبير مسؤولي التكنولوجيا في وكالة المخابرات المركزية، أنه نظرا لأن نماذج الذكاء الاصطناعي « تهلوس » فمن الأفضل معاملتهم على أنهم « صديق مجنون ومخمور » – قادر على رؤية عظيمة وإبداع ولكن أيضا عرضة للتحيز. هناك أيضا مشكلات تتعلق بالأمان والخصوصية: يمكن للخصوم أن يسرقوا هذه الأجهزة ويسمموها، وقد تحتوي على بيانات شخصية حساسة لا يسمح للضباط بالاطلاع عليها.

لكن هذا لا يوقف التجربة، التي تحدث في الغالب سرا، حيث يستخدم آلاف المحللين عبر 18 وكالة استخبارات أمريكية الآن الذكاء الاصطناعي العام الذي طورته وكالة المخابرات المركزية والذي يسمى أوزوريس الذي يعمل على بيانات غير سرية ومتاحة للعامة أو تجاريا، وهو ما يعرف بالمصدر المفتوح. فهو يكتب ملخصات مشروحة وتتيح وظيفة chatbot الخاصة به للمحللين التعمق في الاستعلامات، وفقا لـ »AP ».

وصرح مولشانداني إنه يستخدم نماذج متعددة للذكاء الاصطناعي من مقدمي خدمات تجاريين مختلفين. كما أنه لن يقول ما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية تستخدم الذكاء الاصطناعي العام في أي شيء رئيسي على الشبكات السرية.

وذكر مولشانداني: « لا تزال الأيام مبكرة، ويحتاج محللونا إلى أن يكونوا قادرين على تحديد مصدر المعلومات بيقين مطلق ». وقال إن وكالة المخابرات المركزية تحاول تجربة جميع نماذج الذكاء الاصطناعي الرئيسية – ولا تلتزم بأي شخص – ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الذكاء الاصطناعي يستمر في التفوق.

يقول مولشانداني إن الذكاء الاصطناعي العام جيد في الغالب كمساعد افتراضي.

وتعتقد ليندا فايسغولد، التي تقاعدت من منصب نائب مدير التحليل في وكالة المخابرات المركزية عام 2023، أن ألعاب الحرب ستكون « تطبيقا قاتلا ».

 

استراتيجية واشنطن

 حول استراتيجية واشنطن لتطوير الذكاء الاصطناعي والتحكم به، كتب غليب كوزنيتسوف، في « فزغلياد » يوم 3 نوفمبر 2024:

 نشرت كلمة مثيرة للاهتمام لمستشار الأمن القومي الأمريكي سوليفان حول آفاق الذكاء الاصطناعي في جامعة الدفاع الوطني.

« قال فيها: في هذا العالم، سيحدد استخدام الذكاء الاصطناعي المستقبل، وكما كان سيقول الجنرال أيزنهاور، يجب على بلادنا أن تطور عقيدة جديدة لضمان أن يعمل الذكاء الاصطناعي لمصلحتنا وقيمنا، وليس ضدنا ».

ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟

التنظيم: لقد خلقت الولايات المتحدة « أفضل فضاء تنظيميا للذكاء الاصطناعي في العالم »، وتعمل الآن على توسيع مبادئها لتشمل الدول الحليفة.

الأطر: يتعين على الولايات المتحدة أن « تفرغ » العالم من الأشخاص القادرين على العمل في هذا المجال وأن تأخذهم « حيثما أمكن ذلك ».

التجهيزات: يجب أن يتم تصنيع جميع « الرقائق المتقدمة » من قبل الشركات الأمريكية أو أن يتم التحكم في توزيعها من قبل الولايات المتحدة.

الطاقة الكهربائية: يجب إنشاء بنية تحتية كاملة لتشغيل الذكاء الاصطناعي الحديث في الولايات المتحدة.

« المفوضون » من الحكومة: « يجب على المسؤولين الحكوميين العمل بشكل وثيق مع مطوري الذكاء الاصطناعي في القطاع الخاص لضمان حصولهم على خدمات الأمن السيبراني ومكافحة التجسس في الوقت المناسب للحفاظ على التكنولوجيا الخاصة بهم ».

و »أما المنافس والخصم الرئيس فهو الصين ».

يبدو هذا الخطاب بمثابة بيان لاستراتيجية واضحة في هذا الاتجاه، تتلخص في حماية الريادة من خلال السيطرة ومنع أي تطور من أي منافسين.

بالنسبة للصين أو لنا، من الواضح أننا في موقع الضد، ولكن فكرة أن حلفاء واشنطن أيضا، مثل أوروبا أو اليابان وتايوان، ليس لديهم الحق في إبداء الرأي، بل يجب عليهم إخضاع مصالحهم بالكامل للشركات الخاصة الأمريكية، تظهر بوضوح توازن القوى الحقيقي في الغرب.

 

عمر نجيب

للتواصل مع الكاتب:
 

[email protected]

 



Source link

Articles connexes

CTM : Baisse du RNPG au S1

klayen

Foot : Décès de l’ancien international marocain Abdelaziz Barrada

klayen

L’Espagne pourrait perdre des millions de touristes au profit du Maroc

klayen